responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 56

فالقضية إذن مؤجّلة إلى محكمة كبرى.

3. انظر، كيف تُنجَز الأعمال هنا بحكمة فائقة وبانتظام بديع، وتأمل كيف يُنظر إلى المعاملات بمنظار عدالةٍ حقة وميزانٍ صائب. ومن المعلوم أن حكمةَ الحكومة وفطنتها هي اللطف بالذين يحتمون بحماها وتكريمهم. والعدالةُ المحضة تتطلب رعاية حقوق الرعية، لتصان هيبة الحكومة وعظمة الدولة.. غير أنه لا يبدو هنا إلّا جزء ضئيل من تنفيذ ما يليق بتلك الحكمة، وبتلك العدالة.. فالقضية إذن مؤجلة بلا ريب إلى محكمة كبرى.

4. انظر إلى ما لا يعد ولا يحصى من الجواهر النادرة المعروضة في هذه المعارض، مما يُبرز لنا أن لسلطان هذه المملكة سخاءً غير محدود.. ولكن مثل هــذا الســــخاء الدائــــم، ومثـل هـذه الخزائـــن التي لا تنفد، يتطلبان حتما دار ضيافة خالدة أبديـــة، فيها ما تشتهيه الأنفس. ويقـتـضـيـــان كذلك خلودَ المتنعمين المتـلذذيــن فيها، من غيـر أن يذوقوا ألــمَ الفـراق والزوال؛ إذ كما أن زوالَ الألم لذة فزوال اللذة ألم كذلك.

5. تأمل، كيف أن لهذا السلطان ـ الذي لا نظير له ـ رأفة عظيمة، إذ يغيث الملهوف المستغيث، ويستجيب للداعي المستجير، وإذا ما رأى أدنى حاجة لأبسط فرد من رعاياه فإنه يقضيها بكل رأفة وشفقة.. فهل مِن الممكن لمن يملك كلَّ هذه القدرة الفائقة، وكل هذه الرأفة الشاملة، أن لا يعطي عباده المطيعين له ما يرغبون فيه؟ وهو الذي يقضي بكل اهتمامٍ أدنى رغبة لأصغر فرد من رعاياه؟

ثالثا ـ الموت.. وبراهين العقل:

ونقصد بها تلك البراهين التي استعملها الفلاسفة وغيرهم، إما لإثبات خلود النفس، أو لإثبات اليوم الآخر، وهي تتقاطع في أجزاء كثيرة منها بالبراهين السابقة، لكنا آثرنا تخصيصها بمبحث خاص، لاعتبارها من نتائج العقل المجرد عن الاستناد لأي نص مقدس.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست