اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 524
بالاهتداء بهم واعتبارهم النموذج المثالي
للإنسان، كما يريده الله، كما قال تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: 6،
7]
وهم يمثلون بحسب المثال السابق، النخبة من
التلاميذ الناجحين، والذي يتاح لهم في الدول العادلة كل المناصب الرفيعة، بما فيها
الحكم نفسه.
الصنف الثاني: السائرون على منهاج المنعم عليهم
مع التقصير في الوصول إلى مراتبهم، ويمثلهم في سورة الفاتحة الداعون أنفسهم،
والذين يطلبون من الله تعالى أن يرقيهم إلى المراتب التي وصل إليها الفائزون..
وبذلك هم يطلبون من الله تعالى المزيد من التربية والإصلاح والهداية.. أو المزيد
من الترقي في مراتب الكمال.
الصنف الثالث: المغضوب عليهم، وهم أولئك
المشاغبون المجرمون الذين لم يكتفوا بالانحراف، وإنما راحوا يدعون الخلق إليه، بكل
كبرياء وطغيان، وهم الذين يعبر عنهم القرآن الكريم بأنهم أئمة الكفر.
الصنف الرابع: وهم الذين ضلوا، فتركوا
الاهتداء بالمنعم عليهم، وراحوا يتبعون المغضوب عليهم..
بناء على هذا التصنيف انقسمت الأحكام في دار
الجزاء الإلهي إلى أربعة مراتب هي:
مرتبة الفائزين: وهم الذين ورد في النصوص
المقدسة اعتبارهم النخبة، والهدف من الخلق، وأنهم يسكنون الدرجات العليا في الجنة،
وقد يصيرون أساتذة على من دونهم من أهل الجنة، ليقوموا بترقيتهم وتربيتهم
وهدايتهم.. لتحقيق ذلك الدعاء الذي يدعو فيه المؤمنون بأن يهتدوا بهدي المنعم
عليهم.
مرتبة المهتدين: وهم الذين حصلوا الحد الأدنى
من الهداية، والذي يمكنهم من الدخول إلى الجنة، ولكن في مراتبها الدنيا، ويمكنهم
أن يترقوا في درجاتهم فيها بحسب قابلياتهم المختلفة.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 524