responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 518

وقد وصف هؤلاء الولدان بهذه الأوصاف الدالة على جمالهم، بناء على أن كل شيء في الجنة جميل، ظاهرا وباطنا، ولهذا كان في جمالهم مزيد متعة لأهل الجنة.

بالإضافة إلى ذلك كله؛ فإن النصوص المقدسة تراعي المتعارف عليه من النعيم، ولا نعرف أن أحدا من الناس يفخر أن لديه خادم جميل، بل إن وجود مثل هذا الخادم في بيته قد يكون فيه ما فيه من التهم المرتبطة بعرضه وغيرته ونحو ذلك.

بإضافة إلى ذلك؛ فإن هذا المصطلح [الولدان] في القرآن الكريم يتناسب مع ما ذكرنا، فلم يذكر الولدان إلا بناء على هذا المعنى، كما قال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]، وقال: ﴿ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 98]، وغيرها من المواضع.

أما أصل هؤلاء الولدان، وهل هم خلقوا في الجنة، ولأهل الجنة، أم أنه كان لهم وجود في الدنيا، وأنهم ماتوا صغارا؛ فهذا مما لا دليل عليه، ولذلك يحسن عنده التوقف، إلا أنا كما ذكرنا سابقا أن كل إنسان لم يتح له التكليف في الدنيا، سيتاح له التكليف في الآخرة، وبناء عليه يكون مصيره.

ولهذا نستبعد أن يكون أولئك الولدان هم الأولاد الذين ماتوا صغارا في الدنيا، أما ما عدا ذلك؛ فيبقى الأمر غيبا، فقد يكونون خلقوا في الجنة أصلا، وقد يكونون من ثمار بعض الأعمال الصالحة الخاصة التي قام بها الإنسان في الدنيا.

وهذا ما نميل إليه، فقد يكون أولئك الولدان الطيبين الطاهرين تجسدا لتلك الجهود التي قام بها أولئك الآباء الذين ضحوا بكل شيء في سبيل تربية أولادهم، وقد يكون تعويضا لأولئك الذين لم يتح أن يكون لهم أولاد في الدنيا، أو قد يكون تعويضا لمن لم يتزوج

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 518
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست