اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 516
كل
أنواع اللذة الطاهرة عند نظرهم لزوجاتهم أو للحور العين..
ولهذا
نرى القرآن الكريم يذكر الأوصاف الكثيرة لهن، ويشبههن بما يراه الناس في الدنيا من
أنواع الجمال، ومن الأمثلة على ذلك تشبيههن باللؤلؤ المكنون، كما في قوله تعالى: ﴿وَحُورٌ
عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 22، 23]، أي كأنهن
اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون
لونه من أحسن الألوان، والذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه؛ فكذلك الحور العين، لا
عيب فيهن بوجه، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت، فكل ما تأملته منها لم تجد
فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.
ويشبههن
بالياقوت والمرجان، كما قال تعالى: ﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 58]، أي (كأنهن الياقوت في الصفاء، والمرجان في
البياض، الصفاء صفاء الياقوتة، والبياض بياض اللؤلؤ)[1]
وهكذا وصفن
بأنهن قاصرات الطرف عن غير أزواجهن، كما قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُمْ
قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾
[الصافات: 48، 49]، أي أنهن (ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن، بل قد
قُصِرْن على أزواجهن، لا يخرجن من منازلهم، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم،
ووصفهن سبحانه بأنهن (قاصرات الطرف) وهذه الصفة أكمل من الأولى، فالمرأة منهن قد
قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره)[2]
وغيرها
من الأوصاف، وقد ورد في الحديث الشريف قوله a: (لو أن امرأة من نساء أهل
الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا , ولنصيفها على