اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 507
وهذا
كله يدعونا إلى الاهتمام بمنهج القرآن الكريم في عرض قضايا اليوم الآخر، وعدم
الاقتصار على ذكر الجزاء دون ذكر الأثمان التي يتطلبها، لأن البعض للأسف يذكر
الجنة، ويفصل كل ما فيها من النعيم، ثم يذكر بعدها أنه يمكن بالشفاعة وحدها، أو
بأعمال قليلة أن تنال كل تلك الجنان الواسعة.
وقد
ورد في الحديث ما يفصل بعض ما ورد في القرآن الكريم من أنواع الحلي والحلل، مع
التنبيه الذي أشرنا إليه، وهو أن الكثير من الأحاديث رويت بالمعنى، وتدخل الرواة
في ألفاظها.
ومن
تلك الأحاديث قوله a، بعد أن أتي بثوب من حرير، فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه، فقال
رسول الله a:
(لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا) [1]
وهذا الحديث
يشير إلى بعد تربوي مهم، وهو اعتبار نعيم الدنيا قنطرة وجسرا ومعبرا لتذكر نعيم
الآخرة، حتى يصبح داعية للعمل الصالح، وكأن رسول الله a يقول من خلال هذا الحديث: إن
أعجبتكم مناديل سعد، فيمكنكم الحصول على ما هو خير منها في سوق اسمها الجنة، وليس
عليكم سوى العمل الصالح لتحصيل هذه السلعة الغالية.
وهكذا
أخبر رسول الله a عن توفر الذهب والحجارة الكريمة في كل محل في الجنة، حتى الطوب
الذي تبنى به البيوت، ففي الحديث قال رسول الله a في صفة الذين يدخلون الجنة: (آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوّة ـ عود الطيب ـ ورشحهم المسك)[2]
وأخبر
أنهم يتوجون بالتيجان التي يتوج بها الملوك، قال a عند ذكر الخصال التي