اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 506
وهكذا
أخبر الله تعالى في الآيات الكريمة عن أن المؤمنين يباح لهم في دار الجزاء التحلي
بحلية الذهب واللؤلؤ، لأن تحريم التحلي في الدنيا بأمثال تلك الزينة، كان اختبارا
إلهيا، لرعاية حقوق المستضعفين، وحتى لا يكون الترف سببا في الكسل عن مجاهدة
النفس، والسير بها إلى الله.
وقد
أخبر الله تعالى أنها منسوجة من (القطران)، وهي المادة السوداء المعروفة، والقابلة
للاحتراق، والتي تبعث عند احتراقها رائحة كريهة.
وفي
مقابل هذا يذكر الله تعالى الكثير من مشاهد الحلي والحلل لأهل الجنة، مذكرا
بالأعمال التي تتطلبها، ومنها ما ورد في قوله تعالى: ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا
صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 12]، حيث ربط ذلك الجزاء العظيم
بالصبر.
ومثله
قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا
لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ
فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾
[الكهف: 30، 31]، فقد ربط الله تعالى هذا الجزاء بالعمل الحسن، وقد سيق بعد هذه
الآية قصة صاحب الجنتين، وكيف كان يفخر على المؤمن المتواضع.
ومثله
قوله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ
أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ
شَكُورٌ﴾ [فاطر: 33، 34]، والتي يشير دعاء المؤمنين فيها إلى المعاناة التي
عانوها في الدنيا.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 506