فهذه
الآيات الكريمة تذكر الحلي والحلل التي يرتديها المحسنون والمسيئون في دار الجزاء،
والتي تتوافق تماما مع اختياراتهم التي اختاروها في الدنيا.
أما
المسيئون؛ فتذكر الآية الكريمة أن ثيابهم نسجت من النار، أي أنها قطع حقيقية من
النار، قد فصلت لهم وخيطت على هيئة ثياب.. وهذا ليس بمستغرب على قدرة الله، فالبشر
وكل ما على الأرض من حياة من طين، ومع ذلك يشكل بأشكال مختلفة.
وكذلك
الشيطان، أخبر الله تعالى أنه خلق من نار، قال تعالى: ﴿قالَ مَا مَنَعَكَ
أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ
نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف: 12]، ومع ذلك يتاح له الكثير من
الإمكانات والقدرات التي تتناسب مع طبيعته.
وفي
مقابل ذلك أخبر الله تعالى عن لباس المؤمنين، وكونه من الحرير، وهو لا يعني ما
نراه من حرير، وإنما هو من باب التقريب، كما ذكرنا، أو ربما يقصد به النعيم الخاص
بأصحاب اليمين، والذي يكون له بعض الشبه بنعيم الدنيا، أما المقربون، فلهم نعيمهم
الخاص الذي لا يشبهه شيء.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 505