responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 503

المذكور في قوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 35])[1]

وقد روي عن الامام الصادق أنه ذكر ما يشير إلى هذا، فقال: (اذا شرب المؤمن الشراب الطهور نسي ما سوى اللّه وانقطع اليه بالكامل)[2]

ولهذا قرن الشراب بالقرب في قوله تعالى: ﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾ [المطففين: 27، 28]، وذلك لاستحقاقهم لهذا النوع من الجزاء، ولقابليتهم له، ذلك أن الحقائق العظمى تستدعي قابلية خاصة.

ولهذا ورد في الروايات أن أفضل شراب أهل الجنة، هو التسنيم، ولذلك يشربونه خالصا، بينما يشربه غيرهم ممزوجا، واسم هذا الشراب مشتق من مادة (سنم)، بمعنى (العلو والارتفاع) ومنه (سنام البعير)، لذا كان لعين التسنيم أثرها في السير التكاملي.

يقول مكارم الشيرازي عند ذكره لأقوال المفسرين في تفسير التسنيم: (وقيل: تسنيم: عين تقع في الطبقات العليا في الجنة ينصب شرابها عليهم من علو انصبابا، وقيل هو نهر يجري في الهواء، فيصب في أواني أهل الجنة، وهوخالص للمقربين، ويمزج بمقدار من الرحيق المختوم للأبرار، وهو نوع آخر من شراب الجنة، ويظهر من خلال الجمع بين هذه المعاني أن هذه العين لها مكانة عالية رفيعة من ناحية المكان، وكذلك من حيث التأثير المعنوي؛ فهي توصل الروح، وتجذبها إلى مقام القرب الإلهي)[3]

وبهذا، فإن النعيم الحسي في الجنة ليس غليظا كما يتوهم المنكرون له، بل هو مليء بالروحانية والمعاني السامية، ولذلك فإن كل تلذذ لأهل الجنة مرتبط بحمد الله والتواصل معه، ولذلك لا معنى لتكاليف العبادات هناك، ذلك أن الحياة هناك كلها عبادة، والجنة


[1] تفسير الميزان - (20/ 72).

[2] منهج الصادقين، ج 10، ص 110.

[3] نفحات القرآن (مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر) ، الجزء : 6 ، ص 175.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست