responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 499

فسرها رسول الله a بأنها (صديد أهل النار)، أو (عصارة أهل النار)[1]

ومن أهلها الذين يشربونها في دار الجزاء من عبر عنهم رسول الله a بقوله: (كل مُسْكِر حرام، وإن على الله عهداً لمنْ يشربُ المُسْكِرَ: أن يَسقِيَه من طِينَة الخَبَال)[2]

وورد في الحديث وصف كيفية شرب المسيئين لذلك الشراب المؤذي، وذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ﴾ [إبراهيم: 16، 17]، فقد قال a: (يقرب إليه فيتكرهه، فإذا أدني منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج)[3]

وفي مقابل هذا الجزاء المتناسب مع أعمال المسيئين ونفوسهم، يذكر الله تعالى أصناف شراب المحسنين، والتي تختلف باختلاف أعمالهم، والتي لا تقتصر آثارها على تلك اللذة التي يجدونها في شربها، وإنما فيما تحدثهم به نفوسهم من أنواع اللذة والنشوة.

ومن الآيات التي تصور تلك المجالس التي يجتمع فيها المؤمنون الذين تورعوا عن الشرب الحرام في الدنيا، ما نص عليه قوله تعالى:﴿ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18)﴾ [الإنسان: 15 - 18]

وقد ذكر القرآن الكريم باهتمام شديد منابع ذلك الشراب، مبينا قيمته، فقد قال عند ذكره لجزاء أصحاب المراتب العالية: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50]، وقال عند ذكره لأصحاب المراتب الدنيا: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ [الرحمن: 66]

وورد في آيات أخرى تسمية تلك العيون، ومنها قوله تعالى: ﴿عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى


[1] أحمد في المسند (5/171).

[2] رواه مسلم رقم (2002)

[3] المسند (5/265)، رواه الترمذي في السنن برقم (2583).

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 499
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست