responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 498

ومن أنواع الشراب المعدة للمسيئين جراء أعمالهم ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: 29]

وقد ذكر المفسرون أن هذا المهل هو المقدار المترسب من الدهن، والذي يكون عادة ملوثا بأشياء وسخة ورديئة الطعم، أو أنه المعادن المذابة، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾ [الكهف: 29]

وهو ما يشير إليه قوله تعالى أيضا في الآية التي تقارن بين شراب المحسنين والمسيئين: ﴿وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]، وهذا يدل على أن الشراب لا تتوقف آلامه عند حدود شربه، بل يستمر أثره بعد ذلك في سائر الجسم، وهو جزاء متوافق تماما مع تلك المشروبات التي كان المسيئون يشربونها في الدنيا، وتدمر عليهم صحتهم، من غير مبالاة منهم لتحريمها.

وهكذا وصف شراب المسيئين في آيات أخرى منها قوله تعالى: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28)﴾ [النبأ: 24 - 28]، وهذه الآيات الكريمة تذكر أن هذا النوع من العذاب متوافق مع أعمالهم، ولو أنهم كانوا يراعون مصيرهم، والمرتبط بتصديق الرسل عليهم السلام ما وقعوا فيما وقعوا فيه.

ويذكر القرآن الكريم اضطرار المسيئين لذلك الشراب مع كونه بتلك الصفة، لما ركبه الله فيهم من العطش، قال تعالى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17]

وقد ورد في الحديث ذكر بعض أصناف الشراب وأهلها، ومنها طينة الخبال، وقد

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست