responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 489

لا مثيل له من كل الجهات، فهو الخالي من أي ألم أو عذاب أو حرب أو جدال.. وتجد فيه كل ألوان الثمار والأنعام والعيون الجارية والأشربة الطاهرة والولدان المخلدين والحور العين والأسرة المرصعة والفرش الفاخرة والأقداح الجميلة، وكلها في متناول اليد، ومعها جلساء أصفياء، إلى غير ذلك مما لا يمكن عده بلسان أو وصفه بقلم ولا حتى تخيله إذا ما سرحت المخيلة في عالمها الرحب.. وكل ما ذكر وغيره سيكون في انتظار من آمن وعمل صالحا، بعد حصوله على إذن الدخول إلى تلك الدار العالية.. وفوق هذا وذاك فثمة لقاء الله، الذي ليس من فوز يوازيه)[1]

وكما أن المواد التي بنيت بها بيوت الجنة هي أغلى المواد، ولا يختلف ظاهرها عن باطنها؛ فكذلك الفرش التي هيئت في الجنة ظاهرها كباطنها مملتئ بالجمال، قال تعالى: ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ﴾ [الرحمن: 54]

وقد علق عليها مكارم الشيرازي بقوله: (البطائن هي القماش الداخلي للفرش، والإستبرق هو الحرير السميك.. والشيء الظريف هنا أن أثمن قماش يتصور في هذه الدنيا يكون بطانة لتلك الفرش، إشارة إلى أن القسم الظاهر لا يمكننا وصفه من حيث الجمال والجاذبية. حيث أن البطانة غالبا ما تستعمل من القماش الرديء قياسا للوجه الظاهري، وعلى هذا فإننا نلاحظ أن أردأ نوع من القماش في ذلك العالم يعتبر من أثمن وأرقى أنواع القماش في الدنيا، فكيف الحال بالثمين من متاع الجنة؟)[2]

4 ـ الطعام والشراب:

من أنواع الجزاء التي ورد ذكرها في النصوص المقدسة مع بعض التفاصيل المرتبطة بها أنواع الطعام والشراب التي هيئت للمحسنين والمسيئين، والمتجانسة مع أعمالهم، أو تلك


[1] تفسير الأمثل، (20/ 155)

[2] تفسير الأمثل، (17/ 422)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست