اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 488
وفي رواية: (إن في الجنة لغرفة يرى
ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام،
وتابع الصيام، وصلى والناس نيام) [1]
وهكذا أخبر a عن الغرف المرفوعة في السماء،
فقال: أن رسول الله a قال: (إن أهل الجنة ليتراءون (أهل الغرف) من فوقهم كما تتراءون الكوكب
الدري الغائر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله
تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله
وصدقوا المرسلين)
[2]
وهكذا يذكر القرآن الكريم الفرش المعدة
للمحسنين في دار النعيم، ومن الآيات التي وردت في ذلك قوله تعالى: ﴿
مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ﴾ [الطور: 20]، وقال تعالى:﴿
فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ
مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)﴾
[الغاشية: 12 - 16]
وهي تشير إلى بعض الفرش التي وضعت في تلك
البيوت، أو الخيام، ومنها [النمارق المصفوفة]، وهي الوسائد الصغيرة التي يتكأ
عليها، وقد وصفت بكونها [مصفوفة] إشارة إلى إعدادها بطريقة خاصة، لتكون محلا
لجلسات الأنس الجماعية التي يقيمها المؤمنون بعضهم لبعض.
وهكذا وصفت الأرض التي يسيرون عليها بكونها
ملأى بالزرابي المبثوثة في كل مكان، مما يدل على الترف العظيم الذي يعيشه أهل
الجنة، والذي كان جزاء على زهدهم وورعهم في الدنيا.
وقد جمع الشيخ مكارم الشيرازي بعض الأوصاف
الواردة لبيوت أهل الجنة من خلال الآيات الكريمة، ثم ذكر النتائج التي وصل إليها،
فقال: (الخلاصة هي أن منزل الجنة
[1]
وصحيح البخاري برقم (6555) وصحيح مسلم برقم (2830)