وقد ورد في السنة المطهرة وصف تقريبي لبعض ما
بنيت به تلك البيوت الجميلة، فقد سئل رسول الله a عن بناء الجنة؟ فقال: (لَبِنةٌ من فضة، ولَبِنةٌ من ذهب، ومِلاطها المسك
الأذفرُ، وحصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتُربَتُها الزعفران، من يدخلها: ينعم ولا
يبأس، ويخلدُ ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم)[2]
وفي حديث آخر مزج a بين الوصف الجميل للبيوت،
والثمن الذي تبنى به، فقال: (خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من
فضة، وملاطها المسك، وقال لها: تكلمي فقالت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
﴾ [المؤمنون: 1]،فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك)[3]
ووصف a هيئة بناء تلك البيوت، فقال: (أدخلت
الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك) [4]، والجنابذ:
القباب.
وقد ورد في الحديث ما يشير إلى أن تلك
الغرفة ليست بهيئة واحدة، وإنما لها أشكال كثيرة، مثلما نرى في الدنيا من تنوع
أنواع وأشكال الهندسة المعمارية التي بني بها الكون، قال a: (إن في الجنة لغرفا يرى
بطونها من ظهورها، وظهورها من بطونها)، فقيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب
الكلام، وأطعم الطعام، وصلى لله بالليل والناس نيام)[5]