responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 486

يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [ص: 55، 56]

وهكذا ذكر نفورهم منها، وهربهم من السكن فيها، مع أنها هي نفسها التي بنوها في الدنيا، لكنهم انشغلوا بظاهرها عن باطنها، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة: 20]

وفي مقابل هؤلاء يذكر الله تعالى ما أعده للمؤمنين من مساكن طيبة تعوض عليهم كل ما خسروه في الدنيا، لأن همتهم لم تكن في بناء البيوت، وإنما في بناء القيم التي تشكلت منها نفوسهم، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]

وقد ورد في القرآن الكريم بعض الأوصاف لتلك البيوت المعدة للمحسنين، والتي ترغبهم في الاستعداد للسفر لها، وعدم تضييع أوقاتهم في الانشغال بالترف المرتبط بمساكن الدنيا، قال تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾ [الزمر: 20]

وهذه الآية الكريمة تحمل أجمل الأوصاف لأجمل البيوت، فهي بيوت بعضها فوق بعض مثل القصور العالية.. وفوق ذلك تجري من تحتها الأنهار، وتلتف من حولها الأشجار، يقول مكارم الشيرازي تعليقا على الآية الكريمة: (فإن كان أهل جهنم مستقرين في ظلل من النار، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ﴾ [الزمر: 16] فإن لأهل الجنة غرفا من فوقها غرف أخرى، وقصور فوقها قصور أخرى، لأن منظر الورود والماء والأنهار والبساتين من فوق الغرف يبعث على اللذة والبهجة بشكل

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 486
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست