وبذلك؛
فإن ذلك الترف الذي جرهم إلى الكسل هو السبب في تلك المعاناة الشديدة التي عانوها
في دار الجزاء، والترف لا يعني بالضرورة كثرة المال، فقد يكون الشخص فقيرا، ولكنه
يملك نفس غني متكبر متعال، ولذلك يعامل معاملة المترف، وقد ورد في الحديث قوله a:
(إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه
رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا
فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد
رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا
يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا
ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء)[1]
وهكذا
أخبر a
أن الرجل قد يحاسب يوم القيامة حساب المستبدين الظلمة مع كونه لم يكن له إلا أهل
بيته، أو لم تكن له إلا مسؤوليات بسيطة، قال a: (إن الرجل ليدرك بالحلم درجة
الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارا، وإنه ما يملك إلا أهل بيته)[2]
بالإضافة
إلى ما ورد في القرآن الكريم من ذكر لبيئة جهنم، الممتلئة بكل ألوان الآلام، فقد
ورد في الأحاديث بعض ما فيها مع التنبيه الذي أشرنا إليه كثيرا من أن بعض الأحاديث
ربما تكون قد رويت بالمعنى، أو قصد منها التقريب.
ومن
تلك الأحاديث ما ورد في بيان علاقة حر الدنيا بحر جهنم، فهي تعني تقريب ذلك، حتى
يكون له دوره التربوي، قال رسول الله a: (ناركم هذه ما يوقد ابن آدم جزء