responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 465

يا فلان هل يؤذيك هذا؟ فيقول: نعم فيقال له: ذلك بما كنت تؤذي المؤمنين)[1]

وهذا يدل على أن كل تلك المشاهد والآلام التي يعاني منها هؤلاء ليست سوى تجسد لذلك الأذى الذي كانوا يمارسونه في الدنيا.

وهكذا يكون الألم في المحل الواحد بحسب العمل، لا بحسب البيئة التي يكون فيها الشخص، ففي الحديث في وصف عذاب جهنم قال رسول الله a: (إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)[2]

ب ـ انسجام الأجسام مع الجزاء:

ونريد به أن الأجسام في ذلك العالم تكون منسجمة جميعا مع الجزاء المرتبط بها، ولذلك فإن ما ندرسه في الدنيا من علم وظائف الأعضاء قاصر على هذه الأجساد، ولا علاقة له بأجساد الآخرة، ذلك أن القوانين هناك مختلفة تماما.

وكمثال على ذلك، فإن جميع الجهاز الهضمي الذي نراه في الدنيا، لا ضرورة له في الآخرة، لأن الغذاء هناك مختلف، ولا حاجة لهذا الجهاز لاختلاف الغذاء، مثلما نرى الجهاز الهضمي للبقرة مختلفا عن الجهاز الهضمي للإنسان بناء على اختلاف نوع الغذاء.

وقد أشار إلى هذا المعنى قوله a: (يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يتغوّطون، ولا يمتخّطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك، يُلهَمون التسبيح والتحميد كما يُلهَمون النَّفَس)[3] في رواية: (لا يبولون، ولا يتغوّطون، ولا


[1] رواه ابن أبي الدنيا، الترغيب والترهيب للمنذري (4/ 258).

[2] رواه مسلم رقم (2845).

[3] رواه مسلم، برقم 2835 .

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست