اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 464
منهم من يكون بهيئة الوحوش نتيجة غلبية
سبعيته، ومنهم من قد يكون بهيئة البهائم نتيجة غلبة شهوته.. وهكذا تكون الأجسام
بحسب الهيئات النفسية التي أدمن عليها أصحابها، واختاروها لأنفسهم.
وقد أشار إلى هذا قوله a: (إنه ليأتي الرجل
العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرؤوا ﴿فَلَا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً﴾ [الكهف: 105])[1]
وهكذا الألوان؛ فقد أشار القرآن الكريم إلى أن ما نراه في الدنيا من ألوان، هي للامتحان والاختبار فقط، وهي بذلك
مجرد أقنعة وطلاء، أما ألوان الآخرة، فهي الألوان الحقيقية الثابتة، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴾
[القيامة: 22 - 25]، وقال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ
مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا
قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) ﴾ [عبس: 38 -
40]
وفي الحديث قال رسول الله a: (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على
أشد كوكب دُرِّيّ في السماء إضاءة)[2]
وهكذا يعاين المسيئون ما فعلوه على أشكال
وهيئات مختلفة، وقد ورد في بعض الآثار: (إن لجهنم لجبابا في كل جب ساحلا كساحل
البحر فيه هوام وحيات كالبخاتي وعقارب كالبغال الذل؛ فإذا سأل أهل النار التخفيف،
قيل: اخرجوا إلى الساحل فتأخذهم تلك الهوام بشفاههم وجنوبهم وما شاء الله من ذلك
فتكشطها فيرجعون فيبادرون إلى معظم النيران ويسلط عليهم الجرب حتى إن أحدهم ليحك
جلده حتى يبدو العظم، فيقال: