responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 445

الأخرى التي لا نعرف عنها الآن شيئا.

ومن الأمثلة على ذلك ما ورد تعقيبا على الآية السابقة، والتي تضمنت الإخبار عن قوانين الاتصال التي تحكم النشأة الأخرى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67]، فقد قال تعالى بعدها يبين بعض مقتضياتها: ﴿ يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ [الزخرف: 68 - 70]

فهاتان الآيتان الكريمتان، تشيران إلى ثلاثة أنواع من التواصل:

أولها: التواصل مع الله تعالى حيث يكلمهم، ويكلمونه، ويسمعون منه أمثال هذه البشارة العظيمة، وغيرها كما قال تعالى: ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ [يس: 58]

ويدل على هذا التواصل ما ورد في الأحاديث من كثرة ذكر المؤمنين لله تعالى، كما قال a: (يُلهَمون التسبيح والتحميد كما يُلهَمون النَّفَس)[1]

وهذا يرد على تلك التصورات البدائية للجنة، وبكونها محلا للأهواء والغرائز فقط، بينما هي في الحقيقة مدرسة تربوية أخرى يترقى فيها المؤمنون في مراتب السلوك إلى الله تعالى بعد أن توفر لهم البيئة المناسبة لذلك.ولذلك كان أعظم نعمة وسعادة للمؤمنين ذلك التواصل مع الله، والذي يتجلى في نفس تلك المظاهر التي كانت في الدنيا، ولكن بصورة أكثر وضوحا وجمالا.. فمعرفة الله أو الرؤية القلبية لله هي أكبر النعم التي يحن لها المؤمنون، وخاصة المقربين منهم.

ونحب أن نرد هنا باختصار على ما سبق أن أشرنا إليه بتفصيل في كتاب [السلفية والوثنية المقدسة] من آثار تلك الرؤية التجسيمية التي تسربت للمسلمين عن طريق اليهود


[1] رواه مسلم، رقم 2835.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست