اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 446
وغيرهم،
والذين صوروا التواصل مع الله تعالى بصورة لا تليق بجلاله وجماله.
وبناء
على رؤيتهم التجسيمية لله، فقد صوروا التواصل معه بكونه لا
يتم إلا من خلال رؤيته رؤية حسية كما يرى القمر وكما ترى الشمس، وكما ترى الأجسام،
لتتمتع العين برؤيته كما تتمتع برؤية الأزهار الجميلة والحدائق الغناء وغيرها.
ولهذا نراهم يحشرون رؤية الله تعالى في الجنة
في المواضع التي يتحدثون فيها عن جمال صور أهل الجنة، وجمال قصورهم، ونحو ذلك.
ومن أراد أن يرى تفاصيل ذلك يمكنه الرجوع إلى
كتاب [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح] لابن القيم، فقد عقد فيه فصلا بعنوان [ذكر
زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى][1]، وذكر قبله بابا بعنوان: [في ذكر سوق الجنة
وما أعد الله تعالى فيه لأهلها][2] وفي كليهما ذكر مشاهد للقاء الحسي الذي يجري
بين المؤمنين وربهم في الجنة، كما يجري بين البشر والملوك والأمراء في الدنيا.
ومن
تلك الروايات التي يستدلون بها في هذا المجال ما رواه عن سعيد بن المسيب، أنه لقي
أبا هريرة، فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة. فقال
سعيد: أو فيها سوق؟ قال: نعم. أخبرني رسول الله a: أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها
بفضل أعمالهم، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون الله في
روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من زبرجد، ومنابر
من ياقوت، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم، وما فيهم دني، على كثبان
المسك والكافور، وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا)، قال أبو هريرة:
فقلت: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (نعم، هل تمارون في رؤية الشمس
والقمر ليلة