اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 427
الفرح أو الحزن، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد
في الحديث من قوله a: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يجاء
بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون
هذا؟.. فيشرئبون، فينظرون، ويقولون: نعم هذا الموت.. فيقال: يا أهل النار، هل
تعرفون هذا؟.. فيشرئبون فينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت.. فيؤمر به، فيذبح، ويقال:
يا أهل الجنة، خلود ولا موت، ويا أهل النار خلود ولا موت، ثم قرأ رسول الله a:
﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي
غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [مريم: 39]، ثم أشار a
بيده، وقال: (أهل الدنيا في غفلة الدنيا)[1]
وفي رواية أخرى وصف رسول الله a
فرح أهل الجنة، وحزن أهل النار، فقال: (ثم ينادى: يا أهل الجنة، هو الخلود أبد
الآبدين، ويا أهل النار، هو الخلود أبد الآبدين، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد
ميتا من فرح ماتوا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا)[2]
وفي رواية: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة
وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد
يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم
ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم)[3]
وهذه الرواية تدل على أن القصد من هذا المشهد
هو توفير المزيد من السرور للمحسنين، والمزيد من الحزن للمتألمين، وهو ما حصل
بالفعل.. ولذلك لا معنى لكل تلك المناقشات التي وقعت في كتب المتكلمين وغيرهم من الحديث
عن الموت، وهل يمكن أن يصير كبشا ونحو ذلك؟