اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 387
(رأيت
رجلاً من أمتي على الصراط، يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه
بالله، فسكَّن رعدته ومضى على الصراط، ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط، يزحف
أحياناً، ويحبو أحياناً، ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه،
ومضى على الصراط)[1]
ولهذا
كان السراط من أخطر المواقف التي يمر بها الإنسان في أرض المحشر، ففي الحديث عن
رسول الله a أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ
الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى
لَهُ الذِّكْرَى (23) ﴾ [الفجر: 21 -23] (إذا أبرز الله الخلائق وجمع
الأولين والآخرين، أُتِيَ بجهنم تُقاد بألف زمام، مع كل زمام مائة ألف ملك من
الغلاظ الشداد، لها هدةٌ وغضبٌ وزفيرٌ وشهيق.. ثم يوضع عليها الصراط أدق من حد
السيف، عليها ثلاث قناطر، فأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها
الصلاة، وأما الثالثة فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره، فيكلفون بالممر عليها
فيحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منهما حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى
إلى رب العالمين، وهو قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾
[الفجر: 14]، والناس على الصراط، فمتعلق بيد وتزل قدمه ومستمسك بقدم. والملائكة
حولها ينادون: يا حليم أعف واصفح وعُدْ بفضلك وسَلِّمْ وسّلِّمْ، والناس يتهافتون
في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة الله مر بها فقال الحمد لله وبنعمته
تتم الصالحات وتزكو الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد اليأس بمنه وفضله، إن
ربنا لغفور شكور)
وقد
روي عن الإمام السجاد أنه قال: (أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين
فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره، والساعة التي يقف فيها بين