اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388
يدي
الله تبارك وتعالى، فإما إلى جنة وإما إلى نار)، ثم قال: إن نجوت يا ابن آدم عند
الموت فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا
هلكت، وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يقوم
الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت)[1]
ولهذا
فإن كل أوصاف السراط التي وردت في الأحاديث تشير إلى هذه المعاني التي ذكرناها،
وإن كنا لا نستطيع أن نستخلص منها أي صورة حقيقية له، بناء على اختلاف النشأتين.
فقد ورد في الحديث أن الصراط زلق، أي أن كل
من يمر عليه يمكن أن يزلق ليسقط في جهنم بناء على الأوصاف الموجودة فيه، فقد سئل
رسول الله a: ما الجسر يا رسول الله قال: (مدخضة مزلة, عليه خطاطيف, وكلاليب,
وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان) [2]
ووصف
في الحديث بكونه له جنبتان أو حافتان، وكل حافة أو جانب يمكنها أن تسترط من يمر
عليها، قال a: (يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتتقادع[3] بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار) [4]
وهكذا
وصف بأن لكل حافة من حافتيه كلاليب[5]، ففي الحديث عن النبي a أنه
[3]
قال ابن الأثير في (النهاية) (4/ 24): (قوله: ﴿ (فتتقادع بهم جنبتا الصراط
تقادع الفراش في النار) أي تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض. وتقادع القوم: إذا مات
بعضهم إثر بعض)
[4]
رواه أحمد (5/ 43) (20457)، والطبراني في (المعجم الصغير) (2/ 142) (929)، وابن
أبي عاصم في (السنة) (837)
[5]
قال العيني في (عمدة القاري) (20/ 316): (كلاليب جمع كلوب بفتح الكاف وهو حديدة
معطوفة الرأس يعلق عليها اللحم. وقيل: الكلوب الذي يتناول به الحداد الحديد من
النار. كذا في كتاب ابن بطال)
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 388