responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368

قوله تعالى: ﴿طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: 73]، أي بسبب كونكم طيبين، وليس فيكم أي ذرة من الخبث، صرتم أهلا لدخول الجنة.

ويشير إليه ـ وبلغة أدق وأكثر صراحة ـ قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 87 - 89]، فالآيات الكريمة واضحة في الدلالة على هذا القانون الإلهي المرتبط بالقلوب، والذي لا يسمح لأحد بالدخول للجنة قبل حصوله على التصفية التامة، فالجنة لا يسكنها الخبث، ولا الخبثاء.

ويشير إلى ذلك ما ورد في الحديث من قوله a:(يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة) [1]

وفي بعض الآثار:(لا يدخل الجنة مؤمن حتى ينزع اللّه ما في صدره من غل حتى ينزع منه مثل السبع الضاري)[2]

ولهذا، فإنا نرى أن الشفاعة مرتبطة بالموازين، لا بالسراط، ذلك أن صاحب بعض الأعمال المنحرفة، والتي نتجت عنها بعض السيئات التي سجلت عليه، قد لا يكون لها أثر في نفسه، أو أن أثرها زال بعد تلك المراحل التربوية الكثيرة التي مر بها، ولذلك يمكن للشفاعة أن تتدخل ليعفى عنه، أما إن بقيت آثار تلك السيئات في نفسه، وتحولت إلى جزء من حقيقته؛ فإنه لا يمكن أن يدخل الجنة بتلك الصفات، ولهذا كان السراط ضروريا للتطهير، ويشير إليه قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾ [مريم: 71]


[1] صحيح البخاري 8/111 ح(6535)

[2] تفسير ابن كثير (4/ 461)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست