responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367

انطلاقا من هذا نحاول في هذا المبحث التعرف على بعض أنواع الموازين الواردة في النصوص المقدسة، والتي يمكن تصنيفها إلى صنفين: موازين الأعمال ودرجاتها، وموازين الاستقامة وآثارها.

وأساس هذا التقسيم قائم على الآثار الناتجة عن الأعمال، ذلك أن أحدها يمكن اعتباره أثرا اعتباريا، وهو تسجيل الأعمال في الكتب، ووضع درجات خاصة بها، والثاني، يمكن اعتباره أثرا تكوينيا لكونه يدخل في طبيعة الإنسان.

فللنميمة مثلا، آثار عملية، ينال صاحبها الكثير من السيئات بسببها، ولذلك يمكن اعتبار تلك السيئات أثرا اعتباريا.. ولكن الأخطر منها هو وجود ملكة النميمة في القائم بذلك السلوك، وهو ما يدفعه إلى العمل بها حالما تتاح له فرصة ذلك.. ولذلك احتاج الأمر إلى كلا الميزانين، واللذين سنوضحهما من خلال العنوانين التاليين.

أ ـ موازين الأعمال ودرجاتها:

وهي أول الموازين، والمقصودة بالأصالة عند الإطلاق، ذلك أن النوع الثاني منها يطلق عليه في الاصطلاح الشرعي لقب [السراط]، وإنما اعتبرناه من الموازين باعتباره يقوم بنفس دورها، أو يكمل دورها.

فدور الموازين هي حساب الأعمال وقيمتها ودرجتها وآثارها ونحو ذلك.. وأما دور السراط، فهو حساب مدى تغلغل تلك الصفات التي نتجت عنها تلك الأعمال في طبيعة الإنسان، وهل هي موافقة لفطرته أم لا..

فإن كانت موافقة، فإن صاحبها، سيدخل الجنة إن أهلته نتائج موازين أعماله لذلك، أما إن لم تكن موافقة فإن التربية الإلهية لعباده تقتضي أن يوجه صاحب تلك الخصلة للبيئة المناسبة لتربيته وإصلاحه إلى أن يتخلص منها، وبعدها يعود للسراط من جديد لتفقد صفات أخرى، وهكذا حتى يتطهر تماما، ويصبح صالحا لدخول الجنة، كما يشير إلى ذلك

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست