responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

ترجع إلى صفات الله تعالى خالق الكون.. والتي يدل عليها العقل والواقع، ذلك أن صفة الطبيب تقتضي علاج المرضى، وصفة الرحيم تقتضي تحقق الرحمة، وصفة الكريم تقتضي تنزل الكرم.. وصفة العدالة تقتضي تحقق العدل.

وهكذا، كانت كل صفات الله تعالى التي دل عليها العقل والدين والواقع أكبر الأدلة على عدم انحصار الحياة في هذا العالم الذي نعيشه.

بناء على هذا سنذكر هنا نماذج عن ذلك، من خلال خمس صفات كبرى، هي: القدرة، والحكمة، والربوبية، والعناية، والعدالة.

1 ـ الموت وبرهان القدرة:

لعل أول الشبهات التي تعترض المنكرين للحياة بعد الموت توهمهم استحالة ذلك، وهو توهم ناتج عن قياس الخالق بالمخلوق، مع أن هؤلاء المنكرين أنفسهم وفي حياتهم العادية يرفضون القيام بأمثال هذه القياسات.

ذلك أن الاستحالة عادة لا ترتبط بالقضية بقدر ما ترتبط بمن وكلت إليه.. فلو أن المريض وكل علاجه لعامي وجاهل بالطب، لكان تحقيق ذلك مستحيلا، بخلاف ما لو وكل أمره لطبيب خبير.. فإن الاستحالة ترفع، والسبب بسيط، وهو أن الذي تولى ذلك خبير، له القدرة على ذلك.

وهكذا إذا طلب منك حل معادلة رياضية، فذكرت استحالة حلها، أو صعوبته، ذُكر لك أن الاستحالة مرتبطة بعقلك، لا بعقول الرياضيين.. ذلك أنهم يمكنهم حلها بسهولة.

وهكذا في كل المسائل، تجدهم يفرقون بين القدرات المختلفة، ويربطون الاستحالة بالطاقة والقدرة، كما ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست