بل إن
القرآن الكريم قص علينا قصة سؤال إبراهيم عن كيفية إحياء الله للموتى، فقال: ﴿وَإِذْ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ
تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً
مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ
جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ
حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 260]
وهكذا
نجد القرآن الكريم يخبرنا عن موسى عليه السلام، وأن الله خاطبه في المناجاة بقوله:
﴿ إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ
بِمَا تَسْعَى فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾ [طه: 15 - 16]، وقد كانت هذه المناجاة أول وحي تلقاه
موسى عليه السلام، وهي دليل على أهمية المسألة، وانبناء الدين عليها.
وأخبرنا
عنه قوله في دعائه: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ [الأعراف: ﴿156]
ويذكر
تلك المعجزة التي حصلت في عهده، والتي كان من أغراضها إثبات إحياء الله للموتى،
كما قال تعالى في قصة البقرة: ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ
يُحْيِي اللهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
[البقرة: ﴿73]
وهكذا
أخبرنا عن مؤمن آل فرعون الذي كان في عهد موسى عليه السلام، وأنه قال لقومه: ﴿
وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ الله مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ
مِنْ هَادٍ﴾ [غافر: 32 - 33]، وقال: ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾
[غافر: 39]
أما
رسول الله a، والرسالة الخاتمة، فإنها أكبر المصادر المفصلة لأسرار ما بعد
الموت، والبراهين الدالة عليها، وهي براهين ممتلئة بالعقلانية والفطرية والعلمية، وكلها
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 35