responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355

يزال عبد يجي‌ء فيقول: يا ربّ إنّ فلانا ظلمني بمظلمة فيقال: امح من حسناته، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسناته شي‌ء، وإنّ مثل ذلك مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرّق القوم فاحتطبوا فلم يلبثوا أن أوقدوا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك الذّنوب)[1]

وأخبر a عن المحل الذي يتم فيه هذا النوع من الحساب، والذي تجري فيه الخصومات الكثيرة بين الخلق، فقال: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا) [2]

وأخبر a عن أخطر ما يحاسب عليه العبد في ذلك الموقف، فقال: (أول ما يقضى بين الناس بالدماء) [3]

ونحب أن ننقل هنا تصويرا بليغا لأبي حامد الغزالي يصور فيه خطورة الحساب المرتبط بهذا النوع، فقد قال في [إحياء علوم الدين]: (اعلم أنّه لا ينجو عن خطر الميزان والحساب إلّا من حاسب في الدّنيا نفسه، ووزن فيها بميزان الشرع أعماله وأقواله وخطراته ولحظاته كما ورد (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا)، وإنّما حسابه لنفسه أن يتوب عن كلّ معصية قبل الموت توبة نصوحا، ويتدارك ما فرط من تقصيره في فرائض اللّه، ويردّ المظالم حبّة بعد حبّة، ويستحلّ كلّ من تعرّض له بلسانه ويده وسوء ظنّه


[1] قال العراقي في [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (6/ 2690)]: رواه أحمد بإسناد حسن، ورواه أبو يعلى والخرائطي في مساوئ الأخلاق والطبراني في الكبير والحاكم والضياء.

[2] رواه البخاري (6535)

[3] رواه البخاري (6533)، ومسلم (1678)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست