فهاتان الآيتان الكريمتان تشيران إلى أن
الإنسان يتحمل أوزاره وأوزار من أضلهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا.
بل ورد في الحديث ما يدل على أن الأمر أكبر
من أن يختصر في التضليل، بل مجرد السكوت عن المنكر يحاسب عليه الإنسان، قال a:
(إنَّ الله لَيَسأَلُ العبدَ يومَ القيامة حتى يَقُول: ما
منعك إذ رأيتَ المنكر أن تُنكِره؟ فإذا لقَّن الله عبدًا حجَّته قال: يا رب، رجوتك
وفرقت من الناس)[1]
وقد أخبر a عن خطورة هذا النوع من
الحساب، فقال: (الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: ديوان لا
يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله، فأما
الديوان الذي لا يغفره الله: فالشرك بالله، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّهُ مَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [المائدة:
72]، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين
ربه، من صوم يوم تركه أو صلاة تركها، فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء، وأما
الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً: فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة) [2]
وعن الإمام علي أنه قال في بعض خطبه: (أيها
الناس إن الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو ونخاف عليه.. أما
الذنب المغفور فعبد عاقبه الله