responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 348

ثم يكون سائر عمله على ذلك) [1]

وفي حديث آخر قال a: (إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك)[2]

ونحب أن نبين هنا أن السؤال عن الصلاة ليس ـ كما يذكر المتطرفون والطائفيون ـ من ارتباطه بشكلها وهيئتها، ذلك أن الأديان تختلف في ذلك، والمدارس الإسلامية تختلف أيضا، وكل يمارس الصلاة بحسب ما وصله من العلم، ولذلك فإن السؤال عنها يكون بحسب ما ورد الحديث عنها في القرآن الكريم من المداومة عليها، والحرص على الخشوع فيها، وإقامتها لذكر الله، ونحو ذلك.

وطبعا هذا لا يعفي المسؤول عن الاهتمام بأدائها وفق الشريعة، ولكن بحسب ما وصله اجتهاده، لا بحسب حقيقة الحال، إلا إذا أدخل الهوى في اجتهاده؛ فحينها يحاسب على ذلك الهوى الذي أدخله.

ولا تقتصر الأسئلة في ذلك الموقف على ما يرتبط بالأعمال الظاهرة، وإنما تشمل الأعمال القلبية، وخصوصا الإخلاص، ففي الحديث قال رسول الله a: (يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة، فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى، فيقول تبارك وتعالى، ألقوا هذه واقبلوا هذه، فتقول الملائكة، وعزتك ما رأينا إلا خيراً، فيقول الله عز وجل إن هذا كان لغير وجهي، وإني لا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي) وفي رواية: (فتقول الملائكة: وعزتك ما


[1] رواه أبو داود (864)، والترمذي (413)، والنسائي (1/ 232)، وابن ماجه (1425)، وأحمد (2/ 425) (9490).

[2] رواه أبو داود (864).

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست