وهذا
سار في جميع الأمم، ولذلك كانت أول الأسئلة هي الأسئلة المتعلقة بالحفاظ على أصالة
الدين وعدم تحريفه، وتحريف القيم التي جاء بها، وتنفيذ الوصايا التي أوصى بها
الأنبياء ـ عليهم السلام ـ والتي تتعلق بذلك.
وبما
أن أهم النواحي في الدين هي العقائد، فقد ذكر القرآن الكريم سؤال المفترين على
الله بشأنها، فقال ـ مخبرا عن بعض افتراءاتهم في ذلك وسؤالهم عنها ـ: ﴿
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ
لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ ﴾ [النحل: 56]، وقال: ﴿
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا
أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف:
19].
بالإضافة
إلى ذلك، فقد ذكر القرآن الكريم سؤال الإنسان على كل ما آتاه الله من طاقات، وأين
وجهها، وما عمل فيها، كما قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]
وأخبر a
عن أن الأسئلة في ذلك الموقف تتناول كل شيء، بناء على ما أتيح للإنسان من ظروف
الاختبار، فقال: (لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن
عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل
فيما علم)[1]
وهكذا
ورد النص على كون الصلاة من الأشياء المهمة التي يحاسب عليها الإنسان في ذلك
الموقف، فقد قال a: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله
صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء
قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل به ما انتقص من الفريضة،