اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 323
والشقاوة التي هي الهلاك بطالح العمل،
ومقاماً أرفع من المقامين معاً، ولذلك كان مصدراً للحكم والسلطة عليهما جميعاً)[1]
ومن أحسن أقوالهم في ذلك وأدقها وأجمعها
ما ذكره الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره، والذي حاول أن يجمع فيه بين الأقوال
جميعا، وهو يؤكد ما ذكرنا، فقد قال في مقدمة بحثه حول أصحاب الأعراف: (الأعراف في
الأصل منطقة مرتفعة، ويتضح في ضوء القرائن التي وردت في آيات القرآن وأحاديث أئمة
الإسلام، أنه مكان خاص بين قطبي السعادة والشقاء، أي الجنة والنار، وهو كحجاب حائل
بين هذين، أو كأرض مرتفعة فصلت بين هذين الموضعين بحيث يشرف من يقف عليها على
الجنة والنار، ويشاهد كلا الفريقين، ويعرفهم بوجوههم المبيضة أو المسودة، المشرقة
أو المظلمة المكفهرة) [2]
ثم ذكر الأوصاف الواردة لهؤلاء ـ حسبما
ورد في القرآن الكريم ـ فقال: (إن دراسة الآيات الأربع تفيد أنه ذكر لهؤلاء
الأشخاص نوعين متناقضين مختلفين من الصفات، ففي الآية الأولى والثانية وصف
الواقفون على الأعراف بأنهم يتمنون أن يدخلوا الجنة، ولكن ثمة موانع تحول دون ذلك،
وعندما ينظرون إلى أهل الجنة يحيونهم ويسلمون عليهم ويودون لو يكونون معهم، ولكنهم
لا يستطيعون فعلا أن يكونوا معهم، وعندما ينظرون إلى أهل النار يستوحشون مما آلوا
إليه من المصير، ويتعوذون بأن يكونوا منهم.. ولكن يستفاد من الآية الثالثة
والرابعة بأنهم أفراد ذوو نفوذ وقدرة، يوبخون أهل النار ويعاتبونهم، ويساعدون
الضعفاء في الأعراف على العبور إلى منزل السعادة)[3]
ثم ذكر
أصناف الروايات الواردة في حقهم في المدرستين السنية والشيعية، فقال: