responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322

الشيخ العاقل أبو السعود بن الشبل البغدادي أدباً مع الله)[1]

وقال في تفسيره: (وعلى الأعراف: أي على أعالي ذلك الحجاب الذي هو حجاب القلب الفارق بين الفريقين، هؤلاء عن يمينه وهؤلاء عن شماله. رجالٌ: هم العرفاء أهل الله وخاصته، يعرفون كلاً من الفريقين بسيماهم، يسلمون على أهل الجنة بإمداد أسباب التزكية والتحلية والأنوار القلبية وإفاضة الخيرات والبركات عليهم، لم يدخلوا الجنة لتجردهم عن ملابس صفات النفوس وطيباتها وترقيهم عن طورهم، فلا يشغلهم عن الشهود الذاتي ومطالعة التجلي الصفاتي نعيم)[2]

أما القائلون بهذا من المدرسة الشيعية فكثيرون جدا[3] بناء على الروايات التي صحت عندهم عن أئمة أهل البيت، وليس من فرق بينهم وبين ما ذكره القائلون بهذا إلا في المصاديق الذين يصدق عليهم ذلك الوصف.

ومن أقوالهم في ذلك قول العلامة الكبير محمد حسين الطباطبائي صاحب [تفسير الميزان]: (وعلى الأعراف رجال مُشـرفون على الناس من الأولين والآخرين، يشاهدون كل ذي نفس منهم في مقامه الخاص به على اختلاف مقاماتهم ودرجاتهم ودركاتهم، من أعلى عليين إلى أسفل سافلين، ويعرفون كلاً منهم بما له من الحال الذي يخصه، والعمل الذي عمله، لهم أن يكلموا من شاءوا منهم، ويؤمِّنوا من شاءوا، ويأمروا بدخول الجنة بإذن الله. ويستفاد من ذلك أن لهم موقفاً خارجاً من موقفي السعادة التي هي النجاة بصالح العمل،


[1] الفتوحات المكية (1/158).

[2] تفسير ابن عربي (1/258)

[3] لم يتفق الشيعة على هذا القول، فقد قال صدر المتألهين الشيرازي في [الأسفار الأربعة (5/316)]: (وأما الأعراف فهو سور بين الجنة والنار، له باب باطنه وهو ما يلي الجنة فيه الرحمة ، وظاهره وهو ما يلي النار من قبله العذاب، يكون عليه من تساوت كفتا ميزانه ، فهم ينظرون بعين إلى الجنة وبعين أخرى إلى النار). وذكر نحوه أسرار الآيات/200 ، والشواهد الربوبية/312..

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست