responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324

(وقد قسمت الروايات الواردة في هذا المجال أهل الأعراف الى هذين الفريقين المختلفين أيضا، ففي بعض الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت نقرأ: «نحن الأعراف»، أو عبارة: «آل محمد هم الأعراف»، وما شابه هذه التعابير، ونقرأ في طائفة أخرى عبارة: «هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى» أو «هم الشهداء على الناس والنبيون شهداؤهم»، وروايات أخرى تحكي أنهم الأنبياء والأئمة والصلحاء والأولياء.. لكن طائفة أخرى مثلما ورد عن الإمام الصادق تقول: «هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فإن أدخلهم النار فبذنوبهم، وإن أدخلهم الجنة فبرحمته»، وثمة روايات متعددة أخرى في تفاسير أهل السنة قد رويت عن «حذيفة» و«عبدالله بن عباس» و«سعيد بن جبير» وأمثالهم بهذا المضمون) [1]

وبناء على هذا راح يذكر وجهة نظره، وهي تتفق مع ما ذكرنا من شمول أصحاب الأعراف للشهداء الهداة، وأتباعهم من الصادقين المقصرين في العمل الصالح، فقال: (بالرغم من أن ظاهر الآيات وظاهر هذه الروايات تبدو متناقضة في بدو النظر، ولعله لهذا السبب أبدى المفسرون في هذا المجال آراء مختلفة، ولكن مع التدقيق والإمعان يتضح أنه لا يوجد أي تناقض ومنافاة، لا بين الآيات ولا بين الأحاديث، بل جميعها تشير إلى حقيقة واحدة، وتوضيح ذلك: إنه يستفاد من مجموع الآيات والروايات أن الأعراف معبر صعب العبور على طريق الجنة والسعادة الأبدية، ومن الطبيعي أن الأقوياء الصالحين والطاهرين هم الذين يعبرون هذا المعبر الصعب بسرعة، أما الضعفاء الذي خلطوا عملا صالحا، وآخر سيئا فيعجزون عن العبور، كما أنه من الطبيعي أيضا أن تقف قيادات الجموع وسادة القوم عند هذه المعابر الصعبة مثل القادة العسكريين الذين يمشون في مثل هذه الحالات في مؤخرة جيوشهم ليعبر الجميع. يقفون هناك ليساعدوا ضعفاء الإيمان، فينجو من يصلح


[1] المرجع السابق، (5/ 59)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست