وغيرها
من الآيات الكريمة التي تدعو إلى التعايش بين البشر في ظل المختلف فيه، إلى أن
يكشف الله الحقائق في يوم المحشر.
وبذلك
فإنها تبين أن المعارف الحقيقية الكبرى ستكتسب هناك، لمن لم يكتسبها في الدنيا، أو
تكبر على اكتسابها فيها، وذلك بعد مروره بأنواع كثيرة من الاختبار.
بالإضافة
إلى هذا، فقد ورد في الروايات المتفق عليها بين المدارس الإسلامية ما يشير إلى الاختبارات
الخاصة بأولئك الذين لم يتح لهم في الدنيا أن ينعموا بشروط التكليف، وخاصة العقل،
ذلك الذي لا يثاب الشخص أو يعاقب إلا على أساسه، كما روي عن الإمام الباقر قوله: (لـمـا
خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له، أدبر فأدبر، ثم قال:
وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني
إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب وإياك أثيب)[1]
ومثل
فاقد العقل أولئك الذين عاشوا في زمن الفترة، ولم يكن لهم رسول، أو وصلتهم
الرسالة، ولكنها مشوهة مغيرة مبدلة لا تقوم بها الحجة، ولذلك لم يحاسبوا على
أساسها، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ
رَسُولًا﴾ [الإسراء: 15]
لكن هؤلاء
لو قلنا بدخولهم الجنة مباشرة من غير أن يمحصوا بالتكليف قد تثور ثائرة أولئك
الذين كلفوا، ويصيحوا بانعدام العدل، ذلك أنه كيف يكلف قوم، ويدخلون النار آمادا
طويلة، بينما لا يكلف آخرون، ويدخلون الجنة هكذا من دون عمل عملوه.