اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 246
وسنسوق
هنا بعض ما ذكروه من آراء في المسألة، ونعقب عليها بما نراه، ومن خلال فهمنا
للنصوص المقدسة حول الموضوع.
ومن
أحسن تلك التحقيقات في نوع الخلاف وأسبابه ما نص عليه صدر
المتألهين بقوله: (اتّفق المحققون من الفلا سفة والملّيين على أحقّية المعاد،
وثبوت النشأة الباقية، لكنهم اختلفوا في كيفيته، فذهب جمهور الإسلاميين وعامة
الفقهاء وأصحاب الحديث إلى أنه جسماني فقط، بناء على أنّ الروح عندهم جسم سار في
البدن سريان النار في الفحم، والماء في الورد، والزيت في الزيتون، وذهب جمهور
الفلا سفة وأتباع المشّائين إلى أنّه روحاني أي عقلي فقط لأنّ البدن ينعدم بصوره
وأعراضه لقطع تعلق النفس بها، فلا يعاد بشخصه تارة أخرى، إذ المعدوم لا يعاد،
والنفس جوهر باق لا سبيل للفناء إليه، فتعود إلى عالم المفارقات لقطع التعلقات
بالموت الطبيعي، وذهب كثير من أكابر الحكماء ومشايخ العرفاء وجماعة من المتكلمين
كالغزالي والكعبي والحليمي والراغب الأصفهاني وكثيرمن أصحابنا الإمامية كالشيخ
المفيد، وأبي جعفر الطوسي، والسيد المرتضى، والمحقق الطوسى، والعلامة الحلّي،
رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلى القول بالمعادين، ذهاباً إلى أنّ النفس مجرّدة
تعود إلى البدن)[1]
وإلى جانب هذا نجد النصوص الكثيرة من السنة
والشيعة في تكفير جاحد المعاد الجسماني، ومن أمثلتها قول الشيخ محمد بن خليل حسن
هرّاس، وهو من كبار علماء المدرسة السلفية المعاصرين: (ويجب الإيمان بالبعث على
الصفة التي بينها الله في كتابه، وهو أنه جمع ما تحلل من أجزاء الأجساد التي كانت
في الدنيا، وإنشاؤها خلقا جديدا، وإعادة الحياة إليها، ومنكر البعث الجسماني ـ
كالفلاسفة والنصارى ـ كافر، وأما من أقر به ولكنه