اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 245
[البقرة:
275]
وورد
في الحديث عن الغادر، وأنه ترفع له راية يوم القيامة تبين غدرته، قال النبي a: (إذا جمع الله
الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان بن فلان)
[1]
د ـ البعث والمعاد
الجسماني:
ربما
تعتبر مسألة المعاد وكيفيته من أهم المسائل التي خاض فيها الفلاسفة والمتكلمون،
واختلفوا فيها اختلافا شديدا إلى الدرجة التي وصل فيها الأمر حد التكفير، مع أن
المسألة لا تستدعي كل ذلك.
فالجميع
حاولوا أن يقحموا أنفسهم فيما لا طاقة لهم به؛ فالمادة التي يتكون منها الإنسان
بعد البعث وشكلها وهيئتها والقوانين التي تخضع لها، وغير ذلك من المباحث نوع من
البحث فيما لا يطيقه العقل، لافتقاده للأشباه والنظائر، ولهذا يكتفى فيها بما ورد
من التقريبات والتوضيحات.
ونحسب
أن القرآن الكريم عندما عرض المسألة، ورد فيها على المشركين كان اهتمامه بالمعاد،
وبكونه حقيقة ملموسة، ولم يعرض لتفاصيل كيفيتها، ولو عرض لها، فإنه من باب
التقريب، مثلما يذكر عن الجنة والنار ونحوهما.
ولهذا
فإن إنكار المعاد ـ حسب تصوري ـ لا يرتبط بأمثال تلك التصورات، لأنها مجرد محاولات
لفهم ما يحصل بالضبط، والجميع كما ذكرنا لا ينكره، ولكن قد ينكر هيئة من الهيئات
المرتبطة به، ولذلك لا يصح اتهامه بالكفر، فهو خطير جدا، خاصة مع إيمان هذا الفريق
بالمعاد، وإيمانه قبل ذلك بالله تعالى.
[1]
رواه البخاري برقم (3186، 3187)، رواه مسلم برقم (1735)
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 245