responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

حصل الحجاب نزل العذاب، إذ نار الله الموقدة لا تأخذ إلا المحجوبين عنه، فأما المؤمن السليم قلبه من حب الدنيا المصروف همه إلى الله تعالى، فتقول له النار: جز يا مؤمن فإن نورك أطفأ لهبي، فمهما اتفق قبض الروح في حالة غلبة حب الدنيا، فالأمر مخطر لأن المرء يموت على ما عاش عليه)[1]

ولهذا ورد في الحديث قوله a: (يبعث كل عبد على ما مات عليه)[2]، وورد في الأحاديث ذكر بعض الأمثلة على ذلك، ومنها أن المحرم بالحج أو العمرة إذا مات وهو كذلك، بعث يوم القيامة ملبيا، فقد روي عن ابن عباس في الرجل الذي وقصته ناقته وهو محرم مع النبي a في حجة الوداع، فقال النبي a: (اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) [3]

ومثله روي أن الشهيد يبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك، فقد قال a: (لا يكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب، اللون لون دم، والريح ريح مسك) [4]

وعلى خلافهم يكون حال المنحرفين عن السراط المستقيم، وقد ورد في القرآن الكريم عن الغال من الغنيمة قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: 161]

وورد فيه عن آكل الربـا، وكيف يبعث يوم القيامة كالمجنون الذي أصابه المس قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾


[1] إحياء علوم الدين (4/ 173)

[2] رواه مسلم برقم (2878)

[3] رواه البخاري برقم (1265)، رواه مسلم برقم (1206)

[4] رواه البخاري برقم (2803)، رواه مسلم برقم (1876)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست