اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 230
من رؤيتها باعتبارها تشكل المزيد من
الطمأنينة لهم، كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ
قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ
الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ
جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ
حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 260]
فمع كون إبراهيم عليه السلام كان موقنا
بإحياء الله للموتى، ولكنه أحب أن يعاين مشاهد ذلك، لتكون ضمن ما عبر عنه قوله
تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴾ [الأنعام: 75]
وهكذا، فإن معاينة المؤمنين لتلك المشاهد
العظيمة، لا يكون بصحبة الفزع، وإنما يكون بصحبة الخشية والتعظيم لله، والخشية هي
خوف مختلط بالرجاء، أو بالتقدير والتعظيم.
ونحب أن نذكر هنا ردا على أولئك الذين
يتصورون أن القيامة مرتبطة فقط بالأرض، وبالإنسان خصوصا، بأن الأمر ليس كذلك، بل
هي مرتبطة بكل الكون الذي نعرفه، وبكل سكانه، سواء كانوا من البشر أو غيرهم، ولو
أن النصوص المقدسة لم تحدثنا إلا على البشر، لعدم طاقة العقول الحديث عن غيرهم.
وحتى نتصور ما يحصل من أهوال في ذلك الموقف
نعرض هنا بدايات ثلاث سور قرآنية وردت الدعوة لقراءتها، لتصور ما يحدث، فقد قال
رسول الله a: (مَنْ سرّه أنْ ينظر إلى يوم القيامة كأنّه رأي عين، فليقرأ:
(إذا الشمس كورت) و(إذا السماء انفطرت) و(إذا
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 230