اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202
وروى عن الإمام الكاظم أنه سئل عن الرجل
يحج ويعتمر ويصلي ويصوم ويتصدق عن والديه وذوي قرابته؟ قال: (لا بأس به، يؤجر فيما
يصنع، وله أجر آخر بصلته قرابته)، فقيل له: وإن كان لا يرى ما أرى وهو ناصب؟ قال: (يخفف
عنه بعض ما هو فيه)
وهذه الأحاديث والروايات تدل على مدى
اتساع الرحمة الإلهية التي تجعل للميت الفرص الكثيرة التي تعوض عن كثير من التقصير
الذي وقع فيه، وخاصة إن أوصى بذلك، أو ترك من الأولاد الصالحين من يقوم بذلك.
2 ـ البرزخ.. والانقطاع عن الحياة الدنيا:
ورد في
النصوص المقدسة ما يدل على ذلك الانقطاع الذي يعاقب به الحريصون على الحياة
الدنيا، والذين أضاعوا دينهم بسببها، ويشير إليه من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿كَلَّا
إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المطففين: 7
- 10]
والذي
فسره ذلك الحديث الذي يصف ما يحصل للظلمة والكفار عند موتهم، ففيه قال a:
(وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء
ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى
يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال:
فتتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها
لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح
خبيثة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا
قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون فلان ابن فلان، بأقبح أسمائه التي كانوا
يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له،
ثم قرأ رسول الله a: لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط،
فيقول الله عز
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202