اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 200
بعض
أصحاب أبى حنيفة نص على هذا الإمام أحمد في رواية محمد بن يحيى الكحال قال قيل
لأبى عبد الله الرجل يعمل الشيء من الخير من صلاة أو صدقة أو غير ذلك فيجعل نصفه
لأبيه أو لأمه قال أرجو أو قال الميت يصل إليه كل شيء من صدقة أو غيرها وقال أيضا
اقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وقل هو الله أحد وقل اللهم إن فضله لأهل المقابر والمشهور
من مذهب الشافعي ومالك أن ذلك لا يصل، وذهب بعض أهل البدع من أهل الكلام أنه لا
يصل إلى الميت شيء البتة لادعاء ولا غيره)[1]
وقال
ابن قدامه رحمه الله: (وأي قربة فعلها، وجعل ثوابها للميت المسلم، نفعه ذلك، إن
شاء الله، أما الدعاء، والاستغفار، والصدقة، وأداء الواجبات، فلا أعلم فيه خلافا،
إذا كانت الواجبات، مما يدخله النيابة)[2]
وقال
المحقق الحلي: (كل ما يفعله الحي من القُرَب يجوز أن يجعل ثوابها للميت، لما روي
عن النبي a أنه قال لعمرو بن العاص: لو كان أبوك مسلماً
فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه، بلغه ذلك، ومن طريق الأصحاب ما رواه عمر
بن يزيد عن الإمام الصادق: يُصَلَّى عن الميت؟فقال: (نعم، حتى أنه يكون في ضيق
فيُوسع عليه)، ويقال له: (خُفف عنك بصلاة أخيك عنك)، وقال: (من عمل من المسلمين عن
ميت عملاً صالحاً، أضعف له أجره، ونفع الله به الميت)[3]
وقد حاول
الشهيد الثاني في كتابه [ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة] جمع الأدلة الكثيرة على
ذلك ردا على المخالفين، ومنها قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ