وغيرها
من النصوص الكثيرة التي تبين الصلة الوثيقة بين المؤمنين في البرزخ مع إخوانهم
المؤمنين في الدنيا.
وهذه
الصلة ـ كما تشير النصوص الكثيرة ـ ليست صلة عادية فقط، وإنما هي صلة مؤثرة من
الجهتين، أي أن الموتى يمكنهم أن ينفعوا الأحياء، والأحياء يمكنهم أن ينفعوا
الموتى.
أما
نفع الموتى للأحياء، فيشير إليه قوله a: (إن أعمالكم تعرض على
أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا:
اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا)[2]
وأما
انتفاع الموتى بالأحياء، فله أدلة كثيرة جدا، واختلفت الأمة فيه بين من يجعله
محدودا، وفي طاعات محدودة جدا، ويمثله من يحاولون قطع صلة الأحياء بالموتى،
ويؤولون كل النصوص الواردة في ذلك، وبين من يرى اتساع ذلك لكل الأعمال الصالحة.
وقد
أشار ابن القيم إلى الأقوال الواردة في ذلك، فقال جوابا على سؤال يقول (هل تنتفع
أرواح الموتى بشيء من سعى الأحياء أم لا؟): (الجواب أنها تنتفع من سعى الأحياء
بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة من الفقهاء وأهل الحديث والتفسير، أحدهما ما
تسبب إليه الميت في حياته، والثاني دعاء المسلمين له واستغفارهم له والصدقة والحج
على نزاع ما الذي يصل من ثوابه هل ثواب الإنفاق أو ثواب العمل، فعند الجمهور يصل
ثواب العمل نفسه، وعند بعض الحنفية إنما يصل ثواب الإنفاق، واختلفوا في العبادة
البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فمذهب الإمام أحمد وجمهور السلف
وصولها وهو قول