اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
عذاب
القبر، وهذا يدل على أن لكل سورة قرآنية آثارها الخاصة التي يجدها المؤمن يوم
القيامة، فعن النبي a أنه قال: (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل
حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك)[1]
وقد
فسر ذلك عبد الله بن مسعود بقوله: (من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه
الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله a نسميها
المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب)[2]
ومثل
ذلك ما ورد في فضل قراءة سورتي البقرة وآل عمران، ودورهما في الدفاع عن المهتم بهما،
قال a:
(اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة،
وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو
كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها
بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)[3]
وهكذا
نرى الأحاديث الكثيرة التي تصور النعيم العظيم الذي يناله المؤمنون بسبب أعمالهم
الصالحة، ومن الروايات الواردة في ذلك، والتي تصور بعض النعيم الذي يعيشونه طيلة
فترة البرزخ، ما حدث به الإمام علي قال: (يُفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى
قبره تسعة وتسعون باباً، يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذتها ونورها إلى يوم
القيامة، فليس شئ أحب إليه من لقاء الله، فيقول: يا رب عجل عليَّ قيام الساعة حتى
أرجع إلى أهلي ومالي، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورةً عورته، مسكنةً
روعته، قد أعطي الأمن والأمان، وبشر بالرضوان والروْح والريحان والخيرات الحسان،
فيستقبله الملكان
[1]
رواه الترمذي (2891) وأبو داود (1400) وابن ماجه (3786)