responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177

اللذان كانا معه في الحياة الدنيا، فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه، ويبشرانه ويمنيانه)[1]

وعن الإمام الصادق قال:(المؤمن إذا قبضه الله تعالى صيَّرَ روحه في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون ويشربون. فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا..لو رأيته لقلت فلان)[2]

ب ـ نماذج من صور العذاب وأسبابها:

بما أن البرزخ مدرسة من المدارس التربوية التي يربي الله فيها عباده، لإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتهذيب نفوسهم لتصلح للدخول للجنة التي لا يدخل إليها إلا الطيبون، فقد اهتمت النصوص المقدسة بأنواع الدروس التي تقدم في هذه المرحلة أكثر من اهتمامها بالنعيم الذي يلقاه المقيمون فيها.

ولذلك اشتهرت مسائل البرزخ، باصطلاح [عذاب القبر]، ذلك لورود النصوص الكثيرة التي تبين الأسباب التي يتعذب بها المقيمون في هذه المرحلة.

وهي تدخل ضمن الإنذار النبوي، وهو لا يقل أهمية عن التبشير النبوي، إن لم يكن يفوقه، فالتبشير قد يكفي فيه الحديث والحديثان، لكن الإنذار يحتاج إلى المزيد من التفاصيل.

ولهذا عندما نذهب إلى الطبيب لأي علة من العلل، لا نجده يصف لنا ما يجوز أكله، وإنما يصف لنا ما يضرنا أكله، ويحذرنا منه، ويبين العواقب التي تنجر وراء ذلك.. وهكذا فعل الرسول a عندما يربط الأعمال السيئة بما تستوجبه من العقوبات.

والإنذار نفسه يتضمن تبشيرا، ذلك أن التحذير من تلك الجرائم والذنوب، يبين أن


[1] المفيد في الإختصاص/349.

[2] رواه الشيخ الطوسي في التهذيب(1/466)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست