responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

غاب عنها وَلَدُها ثم قدم عليها)[1]

لكن ذلك لا يستقيم مع تلك الروايات التي يروونها، والتي تنص على أنه (يلتئم عليه القبر حتى تختلف أضلاعه، فلا يزال يعذب حتى يبعث)[2]، أو (يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويسُلّط عليه في قبره تسعة وتسعون تِنِّيناً، لكل تنين سبعة رؤوس تنهشه وتخدش لحمه حتى يُبعث.ولو أن تنيناً منها ينفخ في الأرض لم تنبت زرعاً)[3]

وكل هذه الروايات كان يمكن قبولها، لو أنها ربطت الأمر بالأعمال، وموازين العدالة المرتبطة بها، أما تعميمها، لتشمل الجميع حتى الصبية الصغار، فإنا نرى اختلافها مع القرآن الكريم، بل مع الأحاديث النبوية التي تصور المؤمن ممتلئا بالسعادة منذ اللحظة الأولى التي يرى فيها ملائكة الموت، وهي تطوف به، وتبشره؛ فلا يستقيم التبشير مع ذلك العذاب الذي ينتظره، إلا إذا كان له من الأعمال ما يستوجب ذلك.

وهذا ما ذهب إليه أئمة أهل البيت، فقد علل الإمام الصادق الضغطة بالتقصير في شكر النعم، فقد روى عن رسول الله a أنه قال: (ضغطة القبر للمؤمن، كفارة لما كان منه من تضييع النعم)[4].

وروي أنه سئل عنها، فقيل له: أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ فقال: (نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر)[5]، وهذا يدل على أن هناك من يفلت منها، وأن الأمر مرتبط بالعمل.


[1] شرح النسائي(4/103)

[2] معالم التنزيل للبغوي (3/235)

[3] تفسير الثعلبي (6/265)

[4] علل الشرائع(1/309)

[5] الكافي (3/236)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست