ثم بين وجه فساد هذا الدليل، فقال: (وهذا
قياس فاسد.. وهو قياس إبليس لعنه الله تعالى فى قوله: أنا خير منه.. فظن أن
الخيرية فى النسب.. وعلاج هذا الغرور شيئان: إما بتصديق وهو الإيمان.. وإما
ببرهان.. أما التصديق فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله ﴿ وَمَا عِنْدَ الله
خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [القصص: 60].. وتصديق الرسول a
فيما جاء به..وأما البرهان: وهو أن يعرف وجه فساد قياسه.. أن قوله: الدنيا نقد
والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس)
[2]
بناء على هذا كله قسمنا الكتاب بحسب المراحل
التي يمر بها الإنسان بعد الموت، والتي وردت بها النصوص المقدسة، ودل عليها العقل،
إلى خمسة فصول:
تناولنا في الفصل الأول: الموت والنشآت
الإنسانية، وحاولنا أن نبرهن فيه بالأدلة الدينية والعقلية والعلمية الكثيرة على
أن الموت ليس سوى مرحلة من مراحل الإنسان، وليس عدما، ولا فناء.
وتناولنا في الفصل الثاني: البرزخ وانكشاف
الحقائق، وبينا فيه ما ورد في النصوص المقدسة من حقائق ترتبط بهذه المرحلة التي
يكتشف فيها الإنسان الكثير من الحقائق الغيبية، ويتعذب بذلك، أو يتنعم به.وتناولنا
في الفصل الثالث: المعاد.. وتجليات العدالة، وبينا فيه الأحداث المرتبطة بالحشر
والنشر والحساب والموازين والسراط وغيرها من التي ورد في النصوص ذكر تفاصيلها، مع
بيان علاقتها بصفات الله التي دل عليها العقل والنقل، وخاصة العدالة التي تتجلى في
ذلك الموقف بأكمل صورها.