اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
4- إن
لم تؤمن بالله وكان الله غير موجود، فلن تُعاقب لكنك ستكون قد عشت حياتك، وهذا ربح
محدود.
بناء على هذه الدوافع العلمية والتربوية،
نحاول في هذا الكتاب خطاب العقل الإنساني بما يعرفه من مصادر وأساليب للاستدلال،
ليتحول الإيمان عنده وفيه بهذا العالم من مجرد احتمال بسيط أو عادي إلى حقيقة
كبرى، لا يدل عليها الدين فقط، بل يدل عليها العقل أيضا.
وهو ما يجعل من ذلك الإيمان مؤثرا ومحركا في
الحياة، لأن سبب التأثير المحدود لحقائق المعاد لا يعود إلى ذاتها، وإنما يعود إلى
ذلك القصور في معرفتها، أو معرفة براهينها، وهذا هو الواقع للأسف؛ فأكثر الناس
يحملون إيمانا جمليا تقليديا غير مؤيد بالبراهين الكافية، ولذلك لم يعد لإيمانهم
ذلك التأثير الكبير المرتبط به.
وقد زاد في الانصراف عن الاهتمام بهذا النوع
من المسائل مع أهميتها ذلك التوظيف الخاطئ الذي قام به المتطرفون والإرهابيون
عندما راحوا يستثمرون ما يرتبط بهذا الجانب في الدعوة للعنف والتطرف.
ولذلك دعانا كل هذا إلى الاهتمام بهذه
المسألة، وطرحها بطريقة ينسجم فيها العقل مع النقل، والحقائق مع القيم.
وقد ذكر الغزالي في نتائج بحثه عن سر الغرور
والابتعاد عن الدين ذلك الموقف المعادي لمسائل المعاد، فقال ـ عند ذكره لغرور
الكفار ـ: (فأول ما نبدأ به غرور الكافر، وهو قسمان: منهم من غرته الحياة الدنيا..
ومنهم من غره بالله الغرور.. أما الذين غرتهم الحياة الدنيا وهم الذين قالوا:
النقد خير من النسيئة.. ولذات الدنيا يقين.. ولذات الآخرة شك..
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16