responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152

وفي حديث آخر، قال a: (كل ابن آدم يأكله الترابُ إلا عَجْب الذَّنَب، منه خُلِق وفيه يُركَّب)، وفي رواية: (وليس من الإنسان شيء إلا يَبلى إلا عظمًا واحدًا وهو عَجْب الذَّنَب، ومنه يُركَّب الخلق يوم القيامة)[1]

وفي حديث آخر، قال a: (يأكل الترابُ كلَّ شيء من الإنسان إلا عَجْب ذَنَبه)، قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: (مثلُ حَبة خَرْدلٍ منه يَنشأ)[2]

فهذا الحديث يشير إلى أن هذا المحل من الإنسان هو الذي نشأ منه، وانتقل إليه من آبائه وأجداده، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 172]، فالآية الكريمة تشير إلى أن كل البشر كانوا في ذلك الجزء البسيط من جسد آدم عليه السلام، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى ذريته..

وهكذا ورد في الرواية عن أئمة أهل البيت، فعن الإمام الصادق أنه قال: (البدن يبلى إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقي في القبر مستديرة، حتى يخلق منها كما خلق أول مرة)[3]

ولا أحب أن أذكر هنا ما يورده المهتمون بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، من الربط بين هذه النصوص، وما يذكره العلم الحديث، لأني أرى أن اكتشاف هذا الأمر بدقة، لم يحن بعد، والبحوث العلمية التي يذكرونها لا يمكن الاستشهاد بها في هذا المحل.

ولو أني أقر بأن العلم الحديث قرب الكثير من الأشياء التي كانت مستبعدة في هذا الجانب، ومن بينها ذلك الاستغراب الذي يحصل في فهم الآية السابقة، والتي تذكر أن


[1] سنن أبي داود ج4 الحديث رقم 4743.

[2] صحيح ابن حبان ج5/55.

[3] الكافي:3/251.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست