responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151

بنزول جبريل، وما كانوا يشاهدونه، ويؤمنون بأنه عليه السلام يشاهده؟)[1]

ثم خاطب الغزالي من يشكك في هذا، بقوله: (فإن كنت لا تؤمن بهذا فتصحيح أصل الإيمان بالملائكة والوحي أهم عليك. وإن كنت آمنت به، وجوّزت أن يشاهد النبي ما لا تشاهده الأمة، فكيف لا تجوّز هذا في الميت؟ وكما أن الملك لا يشبه الآدميين والحيوانات، فالحيات والعقارب التي تلدغ في القبر ليست من جنس حيات عالمنا، بل هي جنس آخر، وتدرك بحاسة أخرى) [2]

ونحب أن نذكر هنا رأيا نراه، ونستغفر الله من الخطأ فيه، وهو أن في جسد الإنسان قسمان: قسم يبلى، ويتحول إلى تراب، وهو كل خلاياه، وأجهزته، التي قد تتحول إلى أعضاء في كائنات أخرى، من بينها إخوانه في الإنسانية نفسها.

وأما الثاني، فهو ذلك الجزء البسيط غير المرئي الذي يختصر فيه الإنسان؛ والذي يمكن من خلاله التعرف على كل أجهزته وخصائصه، باعتبره الشيفرة التي تمثله، فهناك شيفرة تمثل الكبد، وأخرى القلب، وأخرى الرئة.. وهكذا حتى خصائص الإنسان الجسمية نجدها في تلك الشيفرات الصغيرة جدا، والتي يقر العلم بوجودها.

ولذلك نرى أن كل ما ورد من النصوص المقدسة فيما يتعلق بعلاقة الروح بالجسد مرتبط بذلك الجزء البسيط، الذي قد لا يرى حتى بالمجاهر.

وقد دلنا على هذا المعنى ما ورد في الحديث من قوله a في وصف ما يحصل عند البعث: (ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظماً واحداً، وهو عجْب الذنَب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[3]


[1] المرجع السابق، (4/ 500)

[2] المرجع السابق، (4/ 500)

[3] رواه البخاري (4651) ومسلم (2955)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست