responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153

البشر جميعا خاطبهم الله تعالى من خلال خطابه لبذورهم التي كانت موجودة في جسد آدم عليه السلام.

ب ـ الوجود المتخيل للنعيم والعذاب في البرزخ:

وقد ذكره الغزالي لتقريب المسألة، والرد على المستبعدين المنكرين، وليس للحقيقة المطلقة، وقد عبر عنه بقوله: (أن تتذكر أمر النائم، وأنه قد يرى في نومه حية تلدغه، وهو يتألم بذلك، حتى تراه يصبح في نومه، ويعرق جبينه، وقد ينزعج من مكانه. كل ذلك يدركه من نفسه، ويتأذى به كما يتأذى اليقظان، وهو يشاهده، وأنت ترى ظاهره ساكنا، ولا ترى حواليه حية، والحية موجودة في حقه، والعذاب حاصل، ولكنه في حقك غير مشاهد. وإذا كان العذاب في ألم اللدغ، فلا فرق بين حية تتخيل أو تشاهد) [1]

وطبعا؛ فإن مراد الغزالي من هذا هو التقريب، لا الحقيقة المطلقة، لأنها غيب، والذي خلق النوم، وأودع فيه تلك القدرات، يمكن أن يخلق غيره، ولا عجب في ذلك عند صاحب القدرة المطلقة.

ولهذا عرف الإمام الباقر الموت عندما سئل عن حقيقته بقوله: (هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا أنه طويل مدته، لا يُنْتَبَهُ منه إلا يوم القيامة، فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لا يُقَادَرُ قَدْرُه، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لايقادر قدره، فكيف حال من فرح في الموت ووجل فيه! هذا هو الموت فاستعدوا له)[2]

وسئل الإمام الصادق عن صفة الموت، فقال: (هو للمؤمنين كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه، فينقطع التعب والألم كله عنه. وللكافر كلسع الأفاعي، وكلدغ العقارب وأشد)


[1] إحياء علوم الدين (4/ 501)

[2] الإعتقادات للصدوق/53.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست