responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148

يكلف خياله، ولا عقله معرفة كيفية ذلك، فقدرة الله لا حدود لها.

وهؤلاء المنكرون، أو الذين يثيرون الشغب في مثل هذه المسائل، بدعوى العلمية، لا حظ لهم منها، ذلك أنه إذا رأينا عالما كبيرا اخترع آلاف الاختراعات الدقيقة، لا نتعجب إن استطاع أن يضيف إليها اختراعا جديدا توهم البشر جميعا صعوبته أو استحالته.

فإن جاز ذلك لهذا العقل البسيط، الذي لم يكن له من دور سوى تقليد بعض مخلوقات الله باختراعاته؛ فكيف بالصانع البديع، الذي لا يمكن إحصاء مصنوعاته ومخترعاته وإبداعاته؟

ولهذا رد الله تعالى على المنكرين للبعث بقوله: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) ﴾ [يس: 78 - 83]

وربما يكون من الأسباب التي دعتهم إلى ذلك أيضا تصورهم أن ما ورد في الأحاديث والروايات يدل على الواقع بحسب ما تتوهمه أخيلتهم، وهذا غير صحيح؛ فالنصوص المقدسة تتحدث عن هذه الأمور من باب [خاطبوا الناس على قدر عقولهم]، وليس من باب الحقيقة المطلقة، تلك التي لا يمكن اكتشافها إلا لمن عاشها.

ولهذا قال ابن عباس عن نعيم الجنة، وعلاقته بنعيم الدنيا: (ليس في الجنة شيءٌ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء)[1]


[1] رواه أبو نُعَيْم في صفة الجنة (21 / 2)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست